Overblog
Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
8 mars 2010 1 08 /03 /mars /2010 19:09

-----copie-3.jpgTOULALI.jpg

شائكة وممتعة مثل اجتناء الورد الكتابة عن رجل غادر حقول الورد في تولال وهو فتى، زاهدا في عطرالحواس ميمما شطر حدائق الوهج الفيحاء ومنجذبا إلى أريج الروح.
بين مد وجزر الهواية والغواية، ترنح المركب طورا قبل أن يستوى على سمت التحدي، الذي كان بوصلته إلى مرفإ الوصول

26.jpg

لإحقاق الحق يجب الاعتراف أن المبادرة جاءت بإلحاح من الصديق المبدع النجم والباحث والفاعل الجمعوي سعيد المفتاحي الذي حفزني للكتابة في الموضوع، رغم كوني كنت دائما أحتفظ للحسين التولالي بمكانته المتميزة كواحد من أبرز الوجوه المؤثرة في مجريات الحياة الثقافية بالمغرب خلال النصف الثاني من القرن الماضي

PO-toula.jpg

تساءلت في البداية هل الكتابة عن الحسين التولالي من المفترض أن تكون محكومة بضوابط وشروط مسبقة، غير أنني تخلصت من زجر السؤال، وأطلقت العنان لسجيتي كمستمع، شب وترعرع على عشق هذا المبدع الكبير، ثم كإذاعي
تأتى له أن يتطلع عن كثب إلى مشارف هذه التجربة الفذة المتفردة وأن يستشف بالتالي بعضا من ملامحها لا يعنيني هنا رصد تضاريس العمر في هذه التجربة، وسأترك لغيري أن يتابع مشوار هذا الفنان من مرحلة التكوين إلى المنعطف الحاسم الذي أفضى به إلى ركوب سكة المغنى، ثم احتراف أو اقتراف فن الموهوب، وأن يتوقف مع أشياخه، وأي منهم كان له التأثير البالغ في بناء الشخصية الفنية للحسين التولالي


04.jpg

كل هذه المحايثات لن يجد القارئ أيا منها بين هذه السطور.غير أن الذي يهمني
في الرجل أولا، أنه ينفرد بين الأجيال التي عاصرها بكونه يجمع في شخصه وفي
عطائه الفني بين الوفاء لروح الأصالة والتشبث بثوابت الموروث السماعي، كما تشبع بها وكما تداولها المشايخ الثقات، وبين التموقع في واجهة المشهد كتجسيد حي لقيم الحداثة. وهذا المبحث سأعود إليه بنوع من التفصيل

2306022223113625711.jpeg

ثانيا، كوني أعتبره معلمة حية متجددة بمعنى أنه ينتمي لرعيل من كبار رجالات ورموز فن المغنى عموما في بلدنا تنظيرا وتأصيلا وممارسة وإبداعا.
هذا الرعيل الذي ربما تعاصر زمنا وتقاطعت ربما بينهم الاهتمامات والانشغالات كل من موقعه، لم يكتف كل منهم بامتلاك ناصية الريادة في مجاله، بل استوفي شروط ومواصفات الإحاطة المعرفية بجوهر الحرفة وأسرارها وسحرها وخباياها، والإلمام الواعي، المدرك لأصول وفروع وأيضا مشتقات الجنس الإبداعي الذي يشتغل فيه وعليه.
لعل جملة المعايير التي يستحضرها الباحث المدقق للربط بين النتائج والمقدمات، هي ما يعزز الخلاصة التي أتطلع إلى الوصول إليها وتجسيدها أمام القارء وهي أنني لا أجد غضاضة وبدون أدنى تردد، وعن قناعة راسخة في أن أضع الراحل المقيم الحسين التولالي، بين ثلة من توائم روحه، والذين يشكل وإياهم فصيلا من الأفذاذ الذين يصدق عليهم التعبير القرآني البلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه

tarou.jpg

ففي اعتقادي أن التولالي يتعين وضعه في خانة واحدة مع عبد الصادق شقاره، الحسين السلاوي محمد الباعوت وأحمد سهوم، والذين أعتقد أنه حان الوقت
لنعتبر كلا منهم عن حق وجدارة ضمن دائرة شرف "فنان الشعب". والذين سأفرد لكل منهم لاحقا بإذن الله مقالا على حدة.
و رب قائل يقول ما العلاقة ياترى بين التولالي والسلاوي أو شقارة، وبين الباعوت وأحمد سهوم؟ إن أكبر قاسم مشترك بين هؤلاء يكمن في عصاميتهم أولا وأخيرا، ثم في اعتبارهم جميعا نتاج الجامعة الشعبية أي الذاكرة المشتركة للمجتمع بما يعني المحصلة العامة للنبوغ الشعبي، والعبقرية الشعبية بالقدر الذي يؤهل كل واحد منهم ليكون ذلك الفارس الذي لا يجارى،ومعلمة في بابه وفي مجال تخصصه لا يكاد ينافسه فيه منافس

14.jpg

بعد هذا الاستطراد، أعود للتأكيد بأن الحسين التولالي كان حاضرة فنية بكل الدلالات، بمعنى أنه اجتمع فيه ما تفرق في غيره، فهو خريج المدرسة الكلاسيكية في الإنشاد، مجسدة في طليعة من أعلامها مثل التهامي الهروشي والشيخ بنعيسى وبنغانم وبوزوبع الأب. غير أنه لم يكتف بأن يكون الإبن البار لهذه المدرسة بل قاده طموحه إلى أن يصبح نقطة التقاء وتقاطع بين الأجيال والمدارس وبالتالي بؤرة تفاعل بين التيارات والاتجاهات.
التولالي لم ينحصر مجال تأثيره فقط في دائرة تطويرالأداء والإنشاد، بل ترسخت لديه القناعة بأن الملحون بات مهددا في صلب كيانه وآماد صيرورته، نظرا لانعدام الضمانات الكفيلة بحماية هذا الفن الخالد من الانقراض، إلا بجهد مؤسسى تأسيسي وتحديثي في آن معا، وأنه يستحيل تلقينه للإجيال الناشئة في صيغه التقليدية العتيقة، ولم لا المهترئة، والتي بدأت تفقد جاذبيتها وبريقها، حيث صار لفترة من
الزمن حبيس فضاء يتكون من شيوخ تقدم بهم العمر وضعفت ذاكرتهم وترهلت أيضا حبالهم الصوتية، وهو ما تشهد به سنوات التمحل التي سبقت ومهدت لاندثار جوقة الملحون بالإذاعة الوطنية، ثم تداعي بقية الأجواق الجهوية. إذن كان لا بد من توطيد العزم على ضخ دماء جديدة في شرايين هذا الفن وهو ما كرس له الحسين التولالي شطرا كبيرا من بقية عمره.
كان أن اهتدي الرجل بحدسه وذكائه وتعدد مصادر ثقافته الفنية والعامة، إلى رصد ومواكبة وتيرة المتغيرات المتسارعة في نهاية الستينيات ومطلع السبعينيات، وأن قيما ومفاهيم عديدة آيلة إلى الزوال، لتحل محلها قيم ومفاهيم جديدة متجددة، نابعة من روح العصر ومنفتحة على المستقبل، مدركا بذات الوقت أن قطار التطور لا ينتظر المترددين والمتخاذلين، فكان لابد له من أن يحجز مقعده على سكة الحداثة


3306111533113625964.jpeg

وللتدليل على التوجه الحداثي لهذا الفنان الذي طبع عصره وامتد تأثيره ليشمل مجالات عدة كانت قبله ضعيفة الصلة بفن الملحون، كان لا بد أن يوسع مداركه لاستيعاب العديد من التحولات مهنيا وفنيا كما على الصعيدين الثقافي والاجتماعي
وبسط نفوذه عبر العديد من المجالات التي بإمكانها أن تغني الاتجاه المتمثل في إعادة الحياة إلى فن الملحون روحا ونصا.
كان الحسين التولالي قد عاصر مجمل التحولات التي طرأت على الحقل الإعلامي عامة والسمعي البصري بوجه خاص، سيما ما يتعلق منه بصنعة الغناء انطلاقا من التسجيل على الأسطوانات، ثم الشرائط الإذاعية وصولا إلى الكاسيط. عايش أيضا النقلة المتمثلة في البث التلفزي الملون بدلا عن الأسود والأبيض، ثم مرحلة الشريط المدمج وبعده الفيديوكليب.
وكان طموحه يؤهله لمجاراة هذه المتغيرات واقتحامها بجرأة الواثق والإفادة منها في نشر ثقافة فن الموهوب. وقد عرف بالفعل كيف يستفيد من الثورة التي حصلت سراعا في مجال وسائل الإعلام وتوظيفها سعيا وراء تأمين قنوات الاتصال بالجماهير والمجتمع بمختلف فئاته وشرائحه.
لم يعد انشغاله ينحصر فقط في تكريس نجوميته، بل شرع في توسيع دائرة اهتماماته وذلك وفق رزنامة من الأنشطة المتوازية بدءا بالعمل على تحقيق النصوص لترميم الذاكرة وإنقاذ مايمكن إنقاده، وبالتالي السعي إلى نشر وترويج هذه النصوص المغناة عبر وسائط شتى من بينها شرائط الكاسيط. وضمن هذا السياق انشغل التولالي بهاجس تطوير وتحديث الأداء إنشادا وعزفا ومن ثم انخرط لهذه الغاية في العمل الجمعوي بمفهومه الواسع لتحقيق الاتصال بالأجيال الناشئة من طلبة المعاهد والكليات والأندية الثقافية

-----copie-3.jpg

وكرد فعل على هيمنة الجهاز الإداري والبيروقراطي على مختلف أوجه الأداء الثقافي طوال العقد السادس والسابع من القرن العشرين، برز المد الطلائعي التقدمي الذي وفق في رد الاعتبار إلى مصادر الثقافة الشعبية بما في ذلك وبالمقام الأول فن الملحون. وإيمانا منه بقدسية القضية التي ندر نفسه وجهده لخدمتها لم يكن أمامه خيار آخر غير ركوب موجة المد الطلائعي للإفادة منها ومن ثم تعددت اهتماماته وتشعبت عموديا وأفقيا

23.jpg

كانت المرحلة حبلى بظواهر ثقافية مبشرة، من بينها تحديدا بروزالحركة المسرحية الرائدة التي تفاعلت في بوتقتها جهود الكبار من رجالات المسرح الهاوي ثم المحترف، الذين دأبواعلى الامتياح من معين المتن الأدبي لفن الملحون والموروث السماعي بعامة ، وهي الحركة التي سرعان ما تمخضت عن نتاج نوعي أصيل ومتأصل، أذكر من بينهم المرحوم عبد السلام الشرايبي وفرقة الوفاء المراكشية، الطيب الصديقي، عبد المجيد فنيش، أحمد الطيب العلج، حيث ظهرت تباعا مجموعة من الأعمال الرائعة أذكر منها "الحراز/ سيدي قدور العلمي/ خلخال عويشة/ سالف لونجا/ وغيرها كثير.
تجاه هذا الزخم النوعي في الإدباع المسرحي انفتح التولالي على الحركة بشكل عام وعمل بالتالي على استيعاب مضامينها بل وجد فيها الفرصة السانحة للاندماج ضمن مفاعيلها حيث حقق معها نوعا من التماهي وأصبح بالتالي أحد وجوهها وهو ما مهد فيما بعد لتعاونه الجميل مع مجموعة جيل جيلالة لإنجاز وتجسيد أنموذج عز نظيره من التكامل الفني في الوطن العربي، في صيغة دويتوهات بين الأداء المنفرد مقترنا بالأداء الجماعي للمجموعة // الشمعة/ اللطفية/ الشهدة/ مزين وصولك/ وذلك عبر لقاء سمح يعكس تصورا حداثيا يمزج بين روح التراث وجوهره وبين ما تتطلع إليه الأجيال التواقة إلى معانقة العصر مع التمسك الواعي بالهوية وتوابثها.
رحم الله الحسين التولالي لقد كان فريد زمانه أنجز ما لم تنجزه معاهد أو مؤسسات وصية، وكان جسرا بين مصادر وخزائن الموروث و بين موارد وطاقة الأجيال الشابة.
_0569.jpg

كتاب: "الأغنية المغربية أسئلتها وإشكالاتها"
روما.
محمد صقلي
Partager cet article
Repost0
21 juillet 2009 2 21 /07 /juillet /2009 00:30
الأستاذ الباحث محمد صقلي
Partager cet article
Repost0

الملحون فن إنساني

  • : El Melhoun, Patrimoine de L'humanité.
  • : المكان رحب يتسع لكل فنان بل لكل إنسان فتعالوا نهدي أريج عطر الإنسان للإنسان نتنفس عبق الماضي نرشف من رحيق الحاضر ونهفو للمستقبل الدعوة عامة والمحبة تامة والود موصول
  • Contact

El Melhoun.patrimoine De L'hum

  • El Melhoun.Patrimoine de L'humanité.
  • Si le patrimoine culturel, dans son acception la plus étroite, peut être considéré comme un ensemble de symboles et de mouvements nés de l’Histoire, ensemble qui se morcelle en une multitude de traditions populaires où se côtoient vérité e
  • Si le patrimoine culturel, dans son acception la plus étroite, peut être considéré comme un ensemble de symboles et de mouvements nés de l’Histoire, ensemble qui se morcelle en une multitude de traditions populaires où se côtoient vérité e

فن الملحون ديوان المغاربة



 564857_3462386271640_435486104_n.jpg

Rechercher

بين البارح واليوم

   

من دوان الملحون

صوت الملحون

 



إن السكون و الثبات يؤديان حثما إلى الإجترار ,
 وهذا الإجترار سيؤدي إلى الموت , موت الإبداع ,
 وهذا هو أكبر خطر على الملحون
ولذلك فإن الواجب يفرض العمل بقوة وصمود
 من أجل إسماع صوت الملحون
 في زمن كثر فيه الزعيق و الصخب الموسيقي




-------------copie-1.jpg3--kjj.jpgالمرحوم الشاعر محمد العناية
-------------copie-2.jpgEl-Hachemi-Guerouabi.jpg
المرحوم الفنان الجزائري المتميز الهاشمي الكروابي

الملحون المغربي

 

 

كان الملحون وسيبقى جنسا أدبيا
وفنيا يقوم قبل كل شيء على الكلمة

Catégories

أيام زمان

04في الصورة من اليمين إلى الشمال:
 الفنان الشيخ أحمد أكومي شفاه الله
الشيخ عبد الرحمان على آلة الإقاع ,
 الفنان فقيد فن الملحون الحاج الحسين التولالي, 
المرحوم علال السويسي عازف الكمان ,
 الفنان السي علي شفاه الله ,
 والراحل بنعيسى الحجام القصباوي,
 موحى التولالي: الصورة بمدينة مكناس

رحم الله عرابة مكناس الشيخ الوالي
فيلسوف الملحون سيدي عبد القادر العلمي

الشيخ بنعيسى الشليوي الفاسي
والشيخ بن غانم السلاوي
والعازف المتميز بن يوسف : رحمهم الله
03
 الشيخ محمد الخياطي بوتابث,
 و
المرحوم الشيخ إبن عبد الله المكناسي ,
 العازف المتميز علال السويسي رحمه الله ,
 الراحل بنعيسى الحجام القصباوي

الكلام المرصع


فـــــــــــــــن الملحــــــون فن ســــانــــي

الشيخ سيدي ادرس العلمي



السلطان والشاعر الملحوني مولاي احفيظ       

الشاعر الحاج محمد بن راشد